بدر شاكر السياب

بدر شاكر السياب
جدتي لـ من أبث بعدك شكواي؟ طواني الأسى وقل معيني أنت يا من فتحت قلبك بالأمس لحبي أوصدت قبرك دوني فقليل على أن اذرف الدمع ويقضى على طول أنيني

الأربعاء، يونيو 13، 2012

أغنية قديمة



-1-
في المقهى المزدحم النائي, في ذات مساء
و عيوني تنظر في تعب,
في الأوجه و الأيدي و الأرجل و الخشب :
و الساعة تهزأ بالصخب
و تدق- سمعت ظلال غناء
أشباح غناء
تتنهد في الحاني, و تدور كإعصار
بال مصدور
ينتفس في كهف هار
في الظلمة منذ عصور
**
-2-
أغنية حب أصداء
تنأى و تذوب و ترتجف
كشراعٍ ناءٍ يجلو صورته الماء
في نصفِ اللليل.. لدى شاطيءِ إحدى الجزر
و أنا أصغي.. و فؤادي يعصرهُ الأسف:
لم يسقط ظلُ يد القدر
بين القلبين؟! لم أنتزع الزمنَ القاسي
من بين يدي و أنفاسي
يمناك؟‍ و كيف تركتُكِ تبتعدين كما
تتلاشى الغنوة في سمعي نغماً نغما؟!
**
-3-
آه ما أقدم هذا التسجيل الباكي
و الصوت قديم
الصوت قديم
ما زال يولولُ في الحْاكي
الصوتُ هنا باقٍ أما ذات الصوت:
القلب الذائبُ إنشاداً
و الوجهُ الساهمُ كالأحلام فقد عادا
شبحاً في مملكة الموت
لا شيء.. هنالك في العدم
و أنا أصغي و غداً سأنام عن النغم!
أصغيتُ فمثل إصغائي
لي وجه مغنيه كالزهرة حسناء
يتماوجُ في نبراتِ الغنوة كالظل
في نهرٍ تقلقهُ الأنسام
في آخرِ ساعاتِ الليل
يصحو و ينام
أأثور؟‍ أأصرخ بالأيام و هل يجدي؟
إنا سنموت
و سننسى في قاع اللحد؟
حباً يحيا معنا و يموت !
**
-4-
ذراتُ غبار
تهتزُ و ترقصُ في سأم
في الجو الجائشِ بالنغم
ذرات غبار!
الحسناء المعشوقة مثل العشاق
ذراتُ غبار!
كم جاء على الموتى والصوت هنا
 باليل نهار!!
هل ضاقت مثلي بالزمن
تقويماً خُط على كفن
ذرات غبار؟‍!؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق