بدر شاكر السياب

بدر شاكر السياب
جدتي لـ من أبث بعدك شكواي؟ طواني الأسى وقل معيني أنت يا من فتحت قلبك بالأمس لحبي أوصدت قبرك دوني فقليل على أن اذرف الدمع ويقضى على طول أنيني

الخميس، مايو 24، 2012

إتبعيني



أتبعيني
فالضحى رانت به الذكرى على شط بعيد
حالم الأغوار بالنجم الوحيد
و شراع يتوارى و اتبعيني
همسة في الزرقة الوسنى و ظل
من جناح يضمحل
في بقايا ناعسات من سكون
في بقايا من سكون
في سكون !
**
هذه الأغوار يغشاها خيال
هذه الأغوار لا يسبرها إلا ملال
تعكس الأمواج في شبه انطفاء
لونه المهجور في الشط الكئيب
في صباح و مساء
و أساطير سكارى ... في دروب
في دروب أطفأ الماضي مدمها
و طواها
فاتبعيني .. إتبعيني
**
اتبعيني ... ها هي الشطآن يعلوها ذهول
ناصل الألوان كالحلم القديم
عادت الذكرى به ساج كأشباح نجوم
نسي الصبح سناها و الأفول
في سهاد ناعس بين جفون
في وجوم الشاطيء الخالي كعينيك انتظار
و ظلال تصبغ الريح و ليل و نهار
صفحة زرقاء تجلو في برود
و ابتسام غامض ظل الزمان
للفراغ المتعب البالي على الشط الوحيد
إتبعيني في غد يأتي سوانا عاشقان
في غد حتى و إن لم تتبعني
يعكس الموج على الشط الحزين
و الفراغ المتعب المخنوق أشباح السنين
**
أمس جاء الموعد الخاوي و راحا
يطرق الباب على الماضي على اليأس عليا
كنت وحدي أرقب الساعة تقتات الصباحا
و هي ترنو مثل عين القاتل القاسي إليا أمس في الأمس الذي لا تذكرينه
ضوأ الشطآن مصباح كئيب في سفينته
و اختفى في ظلمة الليل قليلا فقليلا
و تناءت في ارتخاء و توان
غمغمات مجهدات و أغاني
و تلاشت تتبع الضوء الضئيلا
أقبلي الآن ففي الأمس الذي لا تذكرينه
ضوأ الشطآن مصباح كئيب في سفينته
و اختفى في ظلمة الليل قليلا فقليلا

الأحد، مايو 20، 2012

الهديه


يقول المحبون ان الهدايا
طعام الهوى ذاك ما أسمع
واني لأهواك حتى لأقسو
بحبي وتدمي به الأضلع
وأهواك حتى اللقاء اشتياق
وحتى يضيق المدى الأوسع
فماذا سأهديك يوم اللقاء
وماذا سأهديك يوم النوى
أيرضيك ما يشتريه انحداري
الى حيث يأبى علي الهوى
فما المال الا دماء تباع
كعرض البغايا لدرء الطوى
سأصحو مع الفجر قبل الطيور
ولمسة كفيك في خاطري
ألم الندى حقول الربيع
وأشدو مع القبر الطائر
وأجمع من زهرها باقة
لعينك يا زهرة الشاعر
وهيهات هيهات ان الرياح
يذرين أزهاري الذابله
ويبقين في مقلتيك انكسارا
كمن يتبع الأنجم الآفله
سأهديك أغنية كنسيم
المدينة يستقبل القافله
وماذا أغنيك والحشرجات
وعصف اللظى كل ما اسمع
كأن البرايا دم في عروقي
تصدى له الخنجر المشرع
فيا قبضة من رماد الحريق
على سلم دكه المدفع
سأهديك من ساعدي الحياه
ومن قلبي الضحكة الصافية
سأهديك ما في عبوس السحاب
من النور للدوحة العاريه
سأهديك أن لا تكوني رمادا
على مدرج الزعزع العاتيه
سأهديك دنيا يرين السلام
عليها كحشد من الأنجم
تنامين فيها وتستيقظين
بلا ريبة في الغد المبهم
ولا خوف من أن يعز الرغيف
وأن تستباحي وأن تهرمي