بدر شاكر السياب

بدر شاكر السياب
جدتي لـ من أبث بعدك شكواي؟ طواني الأسى وقل معيني أنت يا من فتحت قلبك بالأمس لحبي أوصدت قبرك دوني فقليل على أن اذرف الدمع ويقضى على طول أنيني

السبت، يوليو 18، 2015

هوى واحد !

وعانقت آمالي الآيبة
بروحي إلى روحك الواثبة
بعينيك في بسمة ذائبة
على مقلتيك ارتشفت النجوم
وسابقت حتى جناح الخيال
أطلت فكانت سناً ذائباً
أناشيد تحت ضياء القمر
فتحلم أزهاره بالمطر
ويغفو على الزورق المنتظر
أأنت التي رددتها مناي
تغني بها في ليالي الربيع
ويمضي صداها يهز الضياء
بما ارتج في قاعها من شراب
جف ذاك الرحيق
و إلا صدى هامس في القرار
خذي الكأس بلي صداك العميق
خذي الكأس لا
ألا ليتني ما سقيت التراب
على قبر ذاك الهوى الخاسر
وتشتفه من يد العاصر
فما في حياتي سوى حاضر
خذي الكأس إني زرعت الكروم
فأعراقها تستعيد الشراب
خذي الكأس اني نسيت الزمان
جلوسي على الشاطيء المقفر
وكان انتظار لهذا الهوى
ويرتد عن أفقه الأسمر
وإرسال طرفي يجوب العباب
وقالت لك الأمنيات : أنظري
وكان انتظار لهذا الهوى
وإرسال طرفي يجوب العباب
إلى أن أهل الشراع الضحوك
وقلبي وأشواقك العارمة
صداها .. فيا لك من ظالمة
ذبولا على الزهرة النائمة
أأنكرت حتى هواك اللجوج
وضللت في وهدة الكبرياء
تجنيت حتى حسبت النعاس
خطانا وأنفاسنا الواجفة
تغني به القبلة الراجفة
وما زال في غيهب العاطفة
أتنسين تحت التماع النجوم
وكيف احتضنا صدى في القلوب
صدى لج احتراق الشفاة
ظلال من القبلة النائية
ويمنعها الشك .. والواشية
جمعنا بها الدهر في ثانية
تنادي بها رغبة في الشفاة
فترتج عن ضغطة في اليدين
نداء سيبقى يجوب السنين
يهز التماعاتها بالرنين
إليك وقال ألا تذكرين
شقيقة روحي ألا تذكرين
وهمس من الأنجم الحالمات
تسلل من فجوة في الستار
سنا ماج فيه اتقاد الفؤاد
خيال اللظى والنجوم البعاد
ولا تزعمي أن هذا رماد؟
تعالي فما زال في مقلتي
كما لاح في الجدول المطمئن
فلا تزعمي أن هذا جليد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق