بدر شاكر السياب

بدر شاكر السياب
جدتي لـ من أبث بعدك شكواي؟ طواني الأسى وقل معيني أنت يا من فتحت قلبك بالأمس لحبي أوصدت قبرك دوني فقليل على أن اذرف الدمع ويقضى على طول أنيني

الخميس، ديسمبر 01، 2011

أساطير



أساطيرُ من حشرجات الزمان
نسيجُ اليد البالية،
رواها ظلام من الهاوية
وغنى بها ميّتان.
أساطير كالبيد، ماجَ السراب
عليها وشقّتْ بقايا شِهاب،
و أبصرتُ فيها بريق النُّضّار
يلاقيَ سدىً من ظلال الرغيف،
 أبصرتُني؛ و الستار الكثيف
يواريك عني فضاع انتظار
وخابت منىً؛ و انتهى عاشقان.
*

أساطير مثل المُدى القاسيات
تلاوينها من دم البائسين،
فكم أومضت في عيون الطغاة
بما حُمِّلتْ من غبار السنين
يقولون: وحيُ السماء،
فلو يَسمعُ الأنبياء
لما قهقهتْ ظلمة الهاوية
بأسطورة بالية
تجرُّ القرون
بمركبة من لظى، في جنون
لظى كالجنون!
*

و هذا الغرامُ اللجوج
أيرتدُّ من لمسةٍ باردة..
على إصبع من خيال الثلوج،
و أسطورة بائدة؟
و عرّافةٍ أطلقت في الرمال
بقايا سؤال
و عينين تستطلعان الغُيوب
و تستشرقان الدروب،
فكان ابتهالٌ.. وكانت صلاة
تُعفر وجهَ الآله
و تحثو عليه انطباق الشفاه
*

تعالي فما زال نجم المساء
يذيب السنا في النهار الغريق
و يغشى سكونَ الطريق
بلونين من ومضة وانطفاء
و همسُ الهواء الثقيل
بدفء الشذى واكتئاب الغروب،
يذكرني بالرحيل:
شراع خلال التحايا يذوب
و كفُّ تلوِّح. يا للعذاب!
*

تعالي فما زال لون السحاب
حزيناً.. يذكرني بالرحيل
رحيل؟!
تعالي، تعالي.. نذيب الزمان
و ساعاته؛ في عناق طويلن،
و نصبغ بالأرجوان
شراعاً وراء المدى،
و ننسى الغدا
على صدرك الدافئ العاطر
كتهويمة الشاعر.
تعالي؛ فملء الفضاء
صدى هامس باللقاء
يوسوس دون انتهاء.
*

لى مقلتيك انتظار بعيد
و شيء يريد:
ظلال
يغمغم في جانبيها سؤال،
و شوق حزين
يريد اعتصار السراب
و تمزيق أسطورة الأولين
جناحان خلف الحجاب.
شراع..
و غمغمة بالوداع!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق